«معرض في جنيف».. قطع أثرية من غزة تعبّر عن هوية القطاع الفلسطيني (صور)
«معرض في جنيف».. قطع أثرية من غزة تعبّر عن هوية القطاع الفلسطيني (صور)
تُبرز عشرات القطع الأثرية المستخرجة من غزة الهوية الثقافية للقطاع الذي يتعرض للحرب منذ نحو عام، من خلال معرض بعنوان "تراث في خطر" يُقام في متحف جنيف للفنون والتاريخ.
يضم المعرض 44 قطعة أثرية من غزة، بما في ذلك جِرار وتماثيل صغيرة وشواهد قبور ومصابيح زيت، بالإضافة إلى قطع أثرية أخرى من السودان وسوريا وليبيا، وفق وكالة "فرانس برس".
تقول أمينة المعرض، بياتريس بلاندان، إن هذه المعروضات تمثل "جزءًا من روح غزة، إنها الهوية"، مضيفةً أن التراث يعكس "تاريخ هذا القطاع والأشخاص الذين يسكنونه".
هذه القطع جزء من مجموعة أكبر تحتوي على أكثر من 530 قطعة محفوظة في حظيرة آمنة في جنيف منذ عام 2007.
مسؤولية المتاحف في حماية التراث
يُقام المعرض بمناسبة الذكرى السبعين لتوقيع معاهدة لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية خلال النزاعات المسلحة، ويركز على مسؤولية المتاحف في حماية التراث الثقافي في مواجهة التدمير والنهب.
يُذكر المعرض أن التدمير المتعمد للتراث يعد جريمة حرب.
أشار ألفونسو غوميز، عضو السلطة التنفيذية لمدينة جنيف، إلى أن "القوى الظلامية تدرك أن الممتلكات الثقافية هي مسألة حضارية"، مشيرًا إلى أن هناك رغبة دائمة في تدمير هذا التراث.
أكد مارك أوليفييه والر، مدير المتحف، أن "الكثير من المعتدين في حالات النزاع يمسّون بالتراث الثقافي، مما يعني محو هوية الشعب وتاريخه".
ومنذ الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، تحملت المواقع الثقافية تكلفة باهظة، حيث رصدت اليونسكو أضرارًا لحقت بـ69 موقعًا ثقافيًا في غزة حتى 17 سبتمبر، بما في ذلك 10 مواقع دينية و7 أثرية.
أهمية القطع الأثرية
تُعتبر القطع الأثرية المعروضة في جنيف ذات قيمة أكبر في ضوء تدمير التراث الثقافي الفلسطيني.
تشير بلاندان إلى أن هذه الآثار التي تعكس جوانب من الحياة اليومية المدنية والدينية من العصر البرونزي إلى العصر العثماني، قد أُحضرت إلى جنيف عام 2006.
يعود تاريخ هذه القطع إلى ملكية السلطة الفلسطينية ورجل الأعمال الفلسطيني جودت الخضري الذي باعها في عام 2018، ومع ذلك، ظلّت هذه القطع عالقة في جنيف لمدة 17 عامًا، حيث لم يتوفر أي ظرف لإعادتها إلى غزة بأمان.
حفظ التراث في جنيف
تسعى سلطات جنيف بموجب اتفاق تعاون مع السلطة الفلسطينية، موقع في سبتمبر، إلى العناية بهذا التراث لأطول مدة ممكنة.
يُذكر أن متحف جنيف للفنون والتاريخ قد استُخدم في عام 1939 كملجأ لحماية كنوز متحف برادو الإسباني.
وفي العام الماضي، استضافت جنيف معرضًا للأعمال الأوكرانية، كما دعمت سويسرا، بالتعاون مع دول أخرى، أكثر من 200 متحف في أوكرانيا للمساعدة في الحفاظ على مجموعاتهم بعد الغزو الروسي في فبراير 2022.
من خلال هذا المعرض، يُسهم المتحف في توعية الجمهور بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي، حتى في أوقات النزاعات والأزمات.